الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

البصل oignon


لايخلو منزل من وجود البصل فيه وتتعدد الأكلات المغربية المميزة بوجود البصل. ياتي البصل في المرتبة الثالثة بين المزروعات البستنية الموسمية من حيث المساحة المزروعة و الانتاج بعد البطاطا و البطيخ بجميع انواعه

الانواع المعروفة المزروعة ثلاث انواع الا انه ادخلت انواع اخرى في السنوات الاخيرة وتبقى حمراء  ابو سطا والدكالية والصفراء فلانيسيا المعروفة بين المزارعين
ينتمي البصل الى الفصيلة النرجيسية وهو نبات ذو حولين اي تزرع البذرة في السنة الاولى فتنتج البصلة ثم تزرع البصلة في السنة الثانية فتنتج بذرة .

ينحصر الموطن الاصلي للبصل جنوب قارة اسيا و شمال ايران و الصين
لقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الاهرامات والمعابد واوراق البردي وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم انه يساعد الميت على التنفس عندما تعود اليه الحياة.
وذكر اطباء الفراعنة البصل في قوائم الاغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الاهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول.
وقد قدسه ايضاً اليونانيون ووصفه اطباؤهم لعدة امراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيرة منها ان القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس فإذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً. ويروي بعض مؤرخي القارة الاميركية ان الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله واطلقوا عليه اسم "شيكاغو" وسميت مدينة "شيكاغو" باسم البصل، ومعنى شيكاغو: القوة والعظمة.

وأشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل، فقالوا إن أكله نيئاً او مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة، ويلطف البلغم، ويفتح السدد ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة(دلكاً)والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر، وينفع وجع الظهر والورك، وماؤه اذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين، واذا قطر في الاذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح.

وذكر عنه داود الانطاكي "انه يفتح السدد ويقوي الشهية خصوصاً المطبوخ مع اللحم، ويذهب اليرقان، ويدر البول والحيض ويفتت الحصى". وقال الرازي "اذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة والبصل المخلل فاتق الشهوة جداً". وقال ابن البيطار "البصل فائق لشهوة الطعام ملطف ومعطس، ملين للبطن، اذا طبخ كان أقدر ادراراً للبول، يزيد في الباه ان اكل البصل مسلوقاً بالماء، والجور المشوي والجبن المقلي تقطع رائحة البصل من الفم.

يحتوي البصل على نفس المادة التي يحتويها الثوم وهي اللينز وكذلك متعددة السكاكر ومواد سكرية ومن اهمها السكروز وفلافونيدات وستيرودات صابونية ومواد معدنية من أهمها: الكالسيوم والفوسفور والحديد والكبريت وفيتامين أ،ج ومركب الجلوكوزين الذي يحدد نسبة السكر في الدم وهو يعادل الانسولين في مفعوله.
للبصل فوائد لاتحصى ومن اهمها ما أثبتته التجارب التي اجريت على البصل في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا والتي تقول ان اكل البصل طازجاً او مطهواً بالزيت او السمن او مشوياً يقلل من نسبة الاصابة بجلطة الدم فقد اجريت التجارب الاكلنيكية على22مريضاً تتراوح اعمارهم بين78.19سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الافطار60جراماً من
البصل بصور مختلفة وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الاصابة بالجلطات وكانوا يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى وقد تبين ان العامل الموجود في تركيب البصل والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الاصابة بها لايتأثر بالحرارة ولايذوب في الماء.

ولقد أثبتت بعض الدراسات انه يمكن استخدامه في تطهير الفم حيث مضغ البصل او الثوم لمدة3 دقائق تعد كافية لقتل جميع الجراثيم الموجودة بالفم. وقد ثبت ايضاً ان استنشاق بخار البصل او اكله يؤدي الى نفاذ الزيت الطيار الكبريتي الموجود فيه الى دم الانسان مما يؤدي الى ابادة الجراثيم المسببة للامراض وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج امراض الجهاز التنفسي الناتجة من الاصابة بالجراثيم مثل؛ التهاب الانف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية مثل النزلات الشعبية.

كما ان الدراسات اثبتت ان البصل يمنع التجلط في شرايين القلب ولذلك فإنه يعتبر من الادوية الوقائية الهامة للمحافظة على سلامة القلب ومنع حدوث الازمات والذبحة الصدرية ولعل هذا يكشف لنا سر قلة حدوث اصابة الفلاحين المصريين بالذبحات الصدرية نتيجة تناولهم البصل بكميات كبيرة في طعامهم وبصورة يومية.
وكذلك اثبتت الدراسات العلمية ان البصل يخفف السكر لدى مرضى السكري فقد وجد ان البصل يحتوي على مادة الجلوكوزين وهي مادة شبيهة بهرمون الانسولين، ولها مفعول مماثل او قريب من مفعول الانسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم.
كما اثبتت الدراسات ان البصل يستعمل في علاج نوبات الربو حيث يستعمل عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملعقة من العسل كل ثلاث ساعات حيث ان للبصل قدرة فائقة على طرد البلغم من الشعب الهوائية والتي تسبب ضيق هذه الشعب مما ينتج عنه الصعوبة في التنفس وحدوث ازمات الربو.
اما فيما يتعلق بالسرطان فقد حقن الطبيب الفرنسي جورج لاكوفسكي بمصل البصل كثيراً من المرضى لاسيما مرض السرطان فحصل على نتائج طيبة ويمكن عمل حقنة شرجية تعمل من عصير البصل المستخرج بالضغط لتحقيق ذلك.
وأثبتت التجارب ايضاً نجاح البصل في علاج الزكام والانفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة الى حلقات وتوضع في طبق ثم يضاف اليها السكر وتترك لمدة 24ساعة حتى يتم الترشيح ثم يؤخذ من 2الى 5ملاعق من هذه الرشاحة يومياً.
لقد وافق دستور الادوية الالماني رسمياً على استخدام البصل لعلاج نقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشاكل سوء الهضم.
ولعلاج الحمى والبرد ولعلاج الحكة والتهاب الشعب الهوائية ولعلاج ضغط الدم المرتفع ولعلاج الالتهابات الجرثومية والتهابات الفم والحنجرة.
ويجب حفظ البصل  في مكان جاف وحسن التهوية ويبعد عن الرطوبة ويستخدم من البصل متوسط الحجم فهو الافضل لايصح الاحتفاظ بالبصلة المقشر او المفروم لانها  تتأكسد بالهواء وتصبح سامة.
وللتخلص من اسالة الدمع عند تقشير البصل فيمكن تقشيرها والماء يصب عليها من الحنفية حيث ان الماء يمنع كبريتات الاليل من اثارة الدموع. وللتخلص من رائحة البصل التي تلتصق باليدين تغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح او ملعقة من الامونيا. وللتخلص من رائحة الثوم يتناول الشخص حبات غضة من الفول او حبات من البن او الكمون او الينسون او الهيل او عروق البقدونس او تفاحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق